Wednesday, November 7, 2007

رسالة من معذبة


تسير في الطريق ترتدي ملابسها في بداية الأمر كانت تستحي منها فقد تعود جسدها على أن يلفه الغموض وان يكون مستورا عن عيون المحيطين بها تعودت عل الملابس المتسعة وعلى الحركة دون أن يكون كل من حولها رائين لحركة جسدها عند حركتها أو انثنائها أو وقوفها أو جلوسها

كانت في بداية الأمر تستحي وتلك كانت أمارة جيدة فهي تدل على أن مازال في قلبها حياءا من الله

بعد ذلك تعلمت كيف تسكت صوت روحها وكيف تخمد قلبها وكيف تعوده على أن يتحمل الم المعصية وعلى أن ينام مغمض العين في نار البعد عن الله

وهكذا مرت بها الأيام والأسابيع والشهور

تبكي وحقا ولا تعجبون تبكى لبعدها عن الله تخاف مما قد تؤول إليه تقول يا ترى هل تلك سوء الخاتمة ؟يا ترى هل سبق على الكتاب فها أنا اعمل بعمل أهل النار ؟يا ترى اقبض على ما أنا عليه فأكون من أهل جهنم ؟

وتبكى

كانت تقوم الليل وتقرأ القران وتواظب على الصلاة والنوافل حتى أنها في يوم من الأيام عرفت معنى حب الله والشوق إلى معيته وخشيته حق خشيته ورهبته وخافت يوم لقاءه

كيف آلت إلى ما هي عليه ؟ هي لا تعرف

الإيمان واقر في القلب اجل ولكنه يزيد وينقص بالمعصية كانت تلك السنة ولو كان معها كتاب عملها لتحسبه لتكون أكثر السنين في المعاصي على الإطلاق بعد أن مرت أعوامها التي يكون مرفوع فيها عنها القلم ,اجل كان فيها كثيرا من الطاعات ولكن ارتكبت فيها من الذنوب ما تندم عليه حق الندم

تتحدث إلى نفسها وتقول والله يهدي من يشاء لو أنك أردتي الهداية حقا لاهتديت اجل أنت لم تريدي الهداية تعلق قلبك بالدنيا فدنوتى

تقول أيضا أنها تؤمن بان كل شيء قدر وانه ربما تكون ما هي فيه الآن مرحلة في حياتها أراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمها بها أشياء كأن تعرف أنها لا يمكن أن تحكم على إنسان من مظهره فربما يكون مظهر الإنسان خادعا وربما يكون هناك إنسان تحتقرينه في قرارة نفسك لظنك به انه بعيدا عن الله وهو في قلبه شوق إلى معية الله و إلى أن يزيد إيمانه اكبر مما في قلبك وان هذا الإنسان ربما يكون يتأوه بالليل شوقا إلى الخشوع في الصلاة بينما أنت تتكبرين بطاعتك

ربما كان ما هي فيه رسالة لها أن تتعلم أن الحياة الدنيا ما هي إلا الم فقط حزن وألم لا يعرف الإنسان طعم الراحة إلا عندما يعرف طريقه في الحياة ومواضع خطاه إلى أين يذهب ؟ولما أتى ؟وماذا عليه أن يفعل ؟

بعد كل هذا الوقت عرفت أشياء كثيرة وظنت أشياء كثيرة

في بعض الأحيان تظن أنها ربما تكون تعاقب نفسها على المعصية بحرمانها من القرب من الله وحرمانها من كثير من النعم كذكر الله والرضا بالقضاء والقدر بحرمانها من الطاعة
تعاقب نفسها بالمعصية مع أنها تكرهها وتكره أن تأتيها ولا تعرف لماذا تسمع تلك الأغاني أو لماذا ترتدي تلك الملابس أو لماذا تضع الماكياج أو لماذا تفعل أي من ذلك فقط تفعله وعجبا من أمرها حقا عجبا تفعل أمرا تكرهه وتمقته ولا تستمتع به و لا تعرف لماذا تفعله فقط تفعله وكأنها تعاقب نفسها بما تكره

إذا رضيت عن لباسها صاحبتها التي لا تدين بدينها قالت في نفسها حسنا الآن اعلم أن في رضاك غضب الله إذن فالله ليس راض عنى وتدعو الله في نفسها حقا "يا رب اهديني يا رب وأنا متنازلة عن الدنيا واللي فيها " ثم تراجع كل ما تحب في الدنيا كل ما تحب بلا استثناء حتى لربما يكون ما تبكي لو غاب عن دنياها ثم ترضى بالهداية وتقول "بجد" وكأنها تؤكد على تنازلها عن ملذات الدنيا في سبيل الهداية ثم تستحضر في نفسها كرم الله وانظروا طمع ابن ادم وتقول لعل الله يهديني ويعطيني بعض ما أحب مما لا تتصور حياتها بدونه

الآن وبعد أن تقلبت على جمار منخفضات منحناها الإيماني فكرت وتحدثت مع نفسها وقالت

ورثنا الإسلام، حسنا ومن لم يتعب في شيء أضاعه إذن

أتعلم

أتعرف على ربى من يكون الم يسأل كل من لم يسلم قبل اسلامه من تعبدون نعبد الله حسنا ولكن على ان اتعرف على ربى حتى اعبده حق عبادته وأتعرف على رسولي من يكون وأتعرف على رسالة ربى لي وما تكون وأتعرف على ديني وما يكون وأتعرف على نفسي بعدها

فمن يا ترى تكون ؟

12 comments:

محمد عبد الرحمن said...

السلام عليكم
كأنه سرد لتاريخ امتنا تليده وحديثه
تقصين فيه الأثر الذى كان يوم كان المنهج القرآن والسنة أيام كان الإعتزاز بالله والخضوع لله وحده ولذا كان السبيل واضحا والنور كاشفا أما حين تردت الأمة إلى متابعة أعدائها والتماس العزة فى المناهج الأرضية مستبدلة الذى هو أدنى بالذى هو خير ذلت وخنعت لأجبن المخلوقين وأراذل العالمين
أما الصوت الذى لازال يتردد مع أنفاسها فلعله أمل فى عودة قريبة وأوبة وشيكة تستعيد فيه الأمة رشدها وتستفيق من سباتها لعلها تلحق بركب المجد مقتفية أثار السلف الصالح من أهلها وروادها والأمل فى الله أن يقيض لنا من رحمته من يقوم للأمر وعليه

آسف للإطالة وجزاك الله خيرا على الطرح القيم

http://kasperb4.blogspot.com/ said...

والله كأنك بتتكلمي عني يا فاتة الجنة

ربنا يصلح الحال ويثبتنا على ديننا ويحسن ختامنا

جزاكي الله خيرااااا

عصفور المدينة said...

كلنا هذا الإنسان بشكل أو بآخر في معصية أو غيرها فيطاعة أوأخرى

من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون

ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولـئك كالأنعام بل هم أضل أولـئك هم الغافلون

الطائر الحزين said...

كلنا نتأرجح بين الطاعة والمعصية والذنب والتوبة

اللهم يا مقلب الذنوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم لا تجعلنا ممن يتسحسنون ذنوبهم واجعل دوما وازع من ضمائرنا ينهانا عن ذنوبنا ويمقتها

بارك الله فيك

فرنسا هانم said...

اولا - مدونتك من المدونات التى تابعتها بجديه قبل مادخل عالم التدوين
وعلشان كده
قلت ميصحش اجى اول مره وايدى فاضيه
رحت اشترى حاجه صاقعه ولا جاتوه ولا شيكولاته
لقيت نفسى نسيت الفيزا كارت
وكمان بصراحه دى واجب عليكى
علشان افتتاح مدونه فرنسا هانم
هستناكى
واوعى تيجى وايدك فاضيه
سلام بقى علشان سايبه حله العدس على النار

Anonymous said...

لهذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك
اللهم جدد الإيمان في قلبي

كرم مسلم said...

السلام عليكم

اللهم استرنا ولا تفضحنا
اللهم اغفر لى

رفقة عمر said...

اولا احبك ااقوك وحشتينى
ثانيا
عايزة اسالك عن فناه الجنه لو شوفتيها سلميلى عليها
عارفه النفس دى نفس يحبها الله لانها النفس اللوامه
تفتكرى النفس العاصيه ممكن تفكر كدة بالعكس الكلمه الوحيدة اللى عندها دة انا ربنا بيحبنى حب
نفس المؤمن دائما متخوفه من عدم القبول
وامؤمن يرى ذنوبه كالجبال وسخشى ان تقع عليه
والكافر يرى ذنوبه كالذباب يهشه بكل سهوله
رزقنا الله النفس اللوامه التى تصلنا الى النفس المطمئنه اللهم امين
اوعى تنسى تسلميللى كتير على فتاه الجنه لما تشوفيها

Anonymous said...

بارك الله فيك أختنا الفاضلة
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي شباب وبنات المسلمين

Anonymous said...

بارك الله فيك أختنا الفاضلة
ونسأل الله أن يهدي شباب وبنات المسلمين

Anonymous said...

بارك الله فيك أختنا الفاضلة
ونسأل الله أن يهدي شباب وبنات المسلمين

http://kasperb4.blogspot.com/ said...

غيبتك طالت يا فتاة الجنة
يارب تكوني بخير
ربنا يعينك ويوفقك لما فيه الخير